الأهرام، كتب: حسام كمال الدين – الأربعاء 26-12-2018
حققت محافظتا الفيوم والمنيا نجاحًا كبيرًا فى الاستفادة من المخلفات المنزلية والزراعية من المنبع أى من المنازل والحقول، وذلك لتعظيم الاستفادة منها كمصدر اقتصادى بعد أن تفاقمت المشكلة وأصبحت تحتاج إلى حلول قاطعة تتجاوز المسكنات، وتطالب «الأهرام» بتعميم التجربة فى عموم مصر كلها.
أقيم المشروع بين مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا “سيدارى” ومشروع التعاون الأوروبي للتنمية الريفية والتعاون الإيطالي والمجتمع المدني ممثلاً في المجتمعات الأهلية والإدارة المحلية بالمحافظتين.
يقول الدكتور عمرو عبد المجيد مدير المشروع: ننفذ المشروع بداية من ربة الأسرة والشباب والرجال فى ست قرى بالمحافظتين بواقع ثلاث قرى بكل محافظة لفرز وتدوير المخلفات من المنبع، وسيتم من خلال المشروع إقامة 15 مشروع ريادة أعمال بدأنا بالفعل بلورتها وفق رؤية الفلاحين والمواطنين أنفسهم، بحيث تعظم الاستفادة من تلك المخلفات مثل إنشاء وحدة «كومبوست» متكاملة لتحويل المخلفات العضوية والزراعية لسماد عضوى، وهذه الوحدة من الممكن أن تخدم مجموعة من القري، وإقامة وحدة للمخلفات الصلبة تشمل مكابس لكل نوع على حدة، كذلك وحدة متكاملة لتجميع وتصنيف وغسل وتجفيف «وتخريز البلاستيك» أى تفتيت «البلاستيك» إلى وحدات صغيرة جداً مثل الخرز .
وعن كيفية تعظيم الاستفادة من التطبيق تقول عفاف تليلى مستشار المشروع : فكرة التطبيق من الأساس تبنى على رفع الوعى البيئى وإقناع المجتمع بجدواه، فالمرأة الريفية تتجاوب بل وتشارك بفعالية فى المشروع بالمحافظتين، ومن الرائع أن نجدها تحرص على فرز مخلفات منزلها كل مخلف فى كيس بلون محدد، مثلاً كيس أبيض للورق والكرتون، كيس أحمر للمخلفات البلاستيكية، وكيس أسود للصفيح والمعادن، بالإضافة إلى «دلو» صغير تجمع به المخلفات العضوية وبواقى الأكل تحتفظ بها ربة الأسرة كغذاء للطيور المنزلية، وما شجع المرأة بالمحافظتين أكثر عندما وجدت أن ذلك يعود عليها مادياً عندما يمر على المنزل مندوب ليشترى منها ذلك، فى الوقت نفسه فإن عملية الجمع تتم فى يسر وبكميات كبيرة، وتأتى المرحلة الأهم فنجد أن التوعية وإقامة التطبيق على أسس بيئية وصحية سليمة يضمن وقاية من الأمراض التى تصيب من يقوم بالفرز والتصنيف والغسل والتصنيع وغيرها، حيث يتم فى ظروف صحية وبيئية سليمة، لذا فنحن نبنى على توافر جميع الاحتياطات التى تحقق ذلك. وينتقل صايل وشاحى استشارى المشروع لواحد من النماذج التى تم طرحها، من خلال ورشة العمل وهو كيفية الاستفادة من المخلفات للحصول على الوقود الحيوى بواسطة وحدات صغيرة، ولكنها تكفى لحصول المنزل الريفى على احتياجاته من الغاز بوضع مخلفات الفاكهة والمخلفات العضوية الأخرى لدرجة التخمر وتصاعد الغاز العضوى لينتهى بأنابيب لمصادر الاستهلاك، بل يمكن تخزين الفائض فى أنابيب بوتاجاز لاستخدامها عند الضرورة.
ويؤكد جلال مرزوق ــ مدير العمل الميدانى للمشروع ــ أن النجاح الذى تحقق يثبته عدد من بادروا بالمشاركة حيث كان الهدف 500مواطن من كل محافظة، إلا أن العدد تجاوز الضعف بمراحل ويكفى القول إن الغالبية العظمى من المتجاوبين فى الفيوم من الفلاحات لأن التعامل الأكبر فيها مع المخلفات المنزلية الصلبة، ونفذن البرنامج بنجاح وبلغ عدد المشاركات 810 سيدة، أما المنيا فكان الرجال يمثلون الأغلبية لأن التعامل كان مع المخلفات الزراعية، ومايجب تسجيله هنا والبناء عليه هو درجة الوعى التى اكتسبتها الفلاحة المصرية فى مواقع المشروع الأمر الذى جذب المزيد من الفلاحات للمشاركة فى المشروع.
وتوضح مديحة عويس ــ المنسقة الميدانية بالفيوم ــ أن المرحلة المستقبلية تتبنى فكرة أن يكون من يشارك فى التطبيق من أصحاب المشروعات المقترحة وتلك المشروعات لن يستوعب كل منها فقط ثلاثين شخصا فى كل محافظة كما كان مقررا لها فى الخطة، بل قد يصل العدد إلى ستين أو ثمانين فى المشروع الواحد حسب حجمه وقدرة استيعابه، كما أن المشروع سيشمل عمليات النقل وآلياته سواء كان «التروسيكل» أو السيارات الصغيرة
أو غيرهما من الوسائل الأخري.. وأضافت أن التجربة استوعبت حتى الآن أكثر من 2500 فرد من الجنسين الغالبية العظمى منهم من الفلاحات والفلاحين، كما قمنا بعمل ربط بين القطاع الحكومى متمثل فى الوحدات المحلية للقرى والقادة المجتمعيين بتلك القرى، وقد تم من خلال هذا التعاون تنظيف وتطهير نقاط تجمع القمامة على الترع والطرق والشوارع، ثم متابعة ما تم إنجازه للمحافظة عليه.